#مشروع_المؤسسة
●● مفهوم مشروع المؤسسة :
يقصد ب"مشروع المؤسسة" ذلك البرنامج الإرادي وتلك الخطة التطوعية المؤلفة من مجموعة من الأعمال المنسجمة التي تهدف إلى الحصول على أفضل النتائج في المؤسسات التعليمية، والرفع من مستوى التحصيل بها، والسمو بجودة علاقتها بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي.
وينبني هذا المشروع على قيام المؤسسة التربوية بدور فعال في إغناء البحث الميداني والمساهمة في تنمية التجديد التربوي على الصعيد المحلي، في إطار مشروع تقوم المؤسسة التربوية بضبط معالمه واستراتيجية تنفيذه وأساليب تقويمه، بكيفية فردية أو في إطار شراكة بين مجموعة من المؤسسات التربوية، في إطار يحدد وسائل الإنجاز والدعم وأنواع الخبرات والكفايات العلمية، والمستلزمات الفنية والمادية التي يتطلبها تنفيذه، على أن تكون الأهداف التي يسعى لتحقيقها لا تتعارض مع الغايات المرسومة للنظام التربوي.
وهو كذلك خطة أو برنامج متوسط المدى يتألف من أعمال وأنشطة قصدية ذات طبيعة تربوية وبيداغوجية، يشارك في بلورتها وإعدادها وإنجازها وتقويمها مجموعة من الفاعلين المنتمين إلى المؤسسة التربوية، وفاعلين لهم اهتمام بالشأن التربوي، تربطهم بالمؤسسة علاقة شراكة.
إن مشروع المؤسسة يشكل عملا متكاملا ومنسجما يمس ويهم جميع الأنشطة الداخلية والخارجية للمؤسسة. وهو أيضا رهان محلي منطلق من واقع يتسم بالوحدة والحركية، ويهدف إلى تحسين ذلك الواقع بصفة تدريجية.
ويتناول هذا المشروع عادة مجالات بيداغوجية وتربوية متنوعة في إطار خطة متناسقة تمنح الانسجام لمكونات المشروع، وتجعلها مترابطة في خدمة أهداف المشروع. ومن أهم هذه المجالات :
1. الدعم البيداغوجي للمتعلمين المحتاجين للدعم.
1. الأنشطة المدرسية الموازية وأنشطة التفتح.
2. الرفع من جودة التربية والتكوين بإحداث أو تطوير المكتبات المدرسية لاستثمارها في التعليم والتثقيف.
3. تحسين مرافق المؤسسة وتجهيزها بالوسائل والمعدات لتوفير الظروف المواتية للتعليم والتعلم والتكوين.
4. انفتاح المؤسسة على محيطها عن طريق تبادل الخدمات أو اتفاقات للشراكة.
5. دعم إشعاع المؤسسة باستضافة العروض الثقافية والفنية والعلمية وتقديم خدمات لمرتفقيها.
6. التكوين المستمر لفائدة العاملين بالمؤسسة أو لشركائها.
وتقدم مذكرات التجديد التربوي، ومرسوم 17 يوليوز 2002، والميثاق الوطني مقتضيات ترسي الإطار المؤسسي للمشروع، نقتصر منها على مقتطفات توجيهية لمشروع المؤسسة وللقسم من المنهاج المحلي الذي تعده المدرسة للدعم البيداغوجي أو لأنشطة مدرسية موازية وأنشطة للتفتح، انطلاقا من الميثاق :
- انفتاح المدرسة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة... مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي" (الفقرة ب من المادة 9).
- تعزيز كل تكوين مدرسي أكاديمي أو نظري بجانب عملي معزز تتحدد سبله كما يلي : تدعيم الأشغال اليدوية والأنشطة التطبيقية في جميع مستويات التعليم...، وانفتاح مؤسسات التربية والتكوين على عالم الشغل والثقافة والفن والرياضة والبحث العلمي والتقني (المادة 40).
- تعاون مؤسسات التربية والتكوين مع المؤسسات العمومية والخاصة التي بإمكانها الإسهام في تدعيم الجانب التطبيقي للتعليم، وتنظيم أنشطة تربوية وتكوينية (كتجريب منتجات أو خدمات أو تجهيزات أو طرائق تكنولوجية، أو إبداع وعرض أعمال مسرحية أو موسيقية أو تشكيلية أو غير ذلك) (المادة 48).
●● خصائص المشروع الجيد :
باعتبار مشروع المؤسسة آلية الرقي بالمنتوج التربوي للمؤسسة، فإن ذلك يتطلب جملة من الضوابط والخصائص التؤ يجب توفرها فيه، ومنها :
1. التعبير عن الحاجات والخصوصيات المحلية للمؤسسة ومحيطها : فالمشروع ينبني على منظور شامل لرسالة المؤسسة وتشخيص وضعيتها الحالية والوضعية التي تنشد الوصول إليها، انطلاقا من حاجات وخصوصيات كل من المتعلمين والمؤسسة والشركاء.
2. تفعيل التدبير المحلي للتربية والتكوين : فالمشروع يحول المدرسة من مجرد وسيط للتنفيذ إلى مؤسسة مبادرة تساهم في التجديد والتغيير والإصلاح في إطار من التوافق والتكامل بين الوطني والجهوي والمحلي.
3. الانسجام بين مختلف الأنشطة والممارسات التربوية للمؤسسة : فالمشروع خطة رابطة تحقق الانسجام بين الأعمال والأنشطة التي تنجزها المؤسسة.
4. الاستمرارية : فالمشروع خطة مستمرة تتضمن مراحل وأعمالا وأنشطة متوالية تستند إلى التخطيط والبرمجة والتنظيم، وليس نشاطا ظرفيا أو موسميا يظهر أو يختفي حسب الظروف والمناسبات.
5. الشمولية : فالمشروع خطة شمولية جامعة لكل الأعمال التي تبرمجها المؤسسة وتنجزها بتعاون مع شركائها.
6. القيادة الفعالة : فالمشروع الموفق يتطلب مديرا مدبرا يقدم القدوة الحسنة للمساهمين والمعنيين في الاقتناع بالمشروع، والانخراط في أعماله، والتواصل، والتنشيط، والتنظيم، والتتبع والتقويم.
7. تقوية الشعور بالانتماء إلى المؤسسة : فالمشروع ينمي روح الفريق والانتماء إلى المؤسسة لدى كافة المساهمين والمعنيين بالمشروع من متعلمين ومدير وأساتذة وآباء وشركاء، ويعزز انخراطهم في أعماله.
8. تفعيل المقاربة التشاركية : فالمشروع الموفق يعتمد المقاربة التشاركية والحوار المفتوح عبر كافة المراحل.
9. تفعيل مبدأ التراضي : فالمشروع يفعل مبادئ التراضي والتوافق وأساليب الاستشارة والإقناع والاقتناع.
10. القدرة على استقطاب العاملين في المؤسسة والشركاء : فالمشروع الموفق يتصف بخصائص تدعم إقبال المتعلمين والأساتذة والشركاء على الانخراط فيه، وتجعلهم حريصين على إنجاحه.
11. التدبير بالأهداف والنتائج : فالمشروع يتيح للمؤسسة الانتقال من التدبير بالمساطر والإجراءات الشكلية إلى العمل بالمقاربات الحديثة في التدبير عن طريق التدبير بالمشاريع الذي يتطلب التدبير بالأهداف أو النتائج القابلة للقياس والتقويم وتحديد مدى الفعالية.
12. الواقعية : فالمشروع الناجح يجمع بين الطموح والواقعية، ويراعي الأولويات والموارد البشرية والمادية والمالية للمؤسسة ولشركائها المنخرطين معها.
إن مشروع المؤسسة بهذه المواصفات يعد إحدى رافعات المؤسسة وأدوات تجويد منتوجها التعليمي والتربوي، وأحد أهم الأضلاع الأساسية في تحقيق تنمية شاملة ومستديمة.
K.M
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق