تمثل القياد التربوية أهمية كبيرة في نجاح الادارات التعليمية , حيث تعد جوهر العملية الادارية وبخاصة إذا وجد القائد الكفء الذي يمارس دوره بمهارة و براعة , ويحاول اختيار الأنماط القيادية الايجابية التي تتناسب و ظروف العمل الاداري .
فالقيادة أمر ضروري تحتمه التفاعلات بين الافراد و الجماعات , فالقائد رقيب و منظم و موجه للأفراد في سلوكهم , ومواقفهم نحو أهداف معينة مشتركة يهدفون إلى تحقيقها دون إخلال بالنظام العام أو القانون أو العادات و التقاليد , وغاية ذلك الوصول بالجماعة إلى تحقيق ما تصبوا إليه دون العبث بالنظام أو اخلال بأمن الاخرين ( حسان و العجمي , 2007). في العصر الحديث أصبح التغيير وكيفية قيادته بنجاح من أهم المواضيع التي تشغل عقلية القيادات الادارية , وذلك لأن التغير يحدث في كل مكان , وأن سرعته في إزدياد وتعقد, وأن مستقبل نجاح منظماتنا يعتمد على كيفية قدرة القادة على قيادة التغير الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات .
فالمؤسسات التربوية تحتاج إلى قيادات تربوية قادرة على تكوين رؤية مستقبلية واضحة للمؤسسات , و على التخطيط الاستراتيجي في تطوير و إدارة التغير, وتجنب الازمات , لتواكب التطورات و الاتجاهات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال (الطويل, 2006). وفي ظل المتغيرات في العملية التربوية التي شكلت ضغوطا على المؤسسات لمواكبة الجديد , يتوجب علينا التجديد في أسلوب القيادة التربوية , وهنا تبرز القيادة التحويلية , ودور القائد التحويلي الذي يوصف بأنه قائد قدوة ثابت بإرادة حازمة , وذو رؤية , متفائل يذكر العاملين بالقيم . ونظرا للدور الذي يقوم به القائد التربوي سواء كان قائد مدرسة أو مشرف تربوي أو قائد لمكتب التعليم له أهمية كبيرة انطلاقا من موقعة في قمة الهرم التنظيمي لمؤسسة تربوية , و لأن نجاح أي مؤسسة يقاس بمدى فاعلية قيادتها الادارية , وحيث أن اعداد القيادات التربوية يعد أولوية لإصلاح و تطوير التعليم , وأهمية إعداد قيادات ادارية تحويلية تحقق الابداع و التميز في المجال القيادي و الاداري والتربوي لذا كان الحل للتطوير هو قيادة تربوية تحويلية تسعى للوصول الى الاهداف المنشوده .
أولا : الــقــيــادة و مفهومها
أولا نقف عند مفهوم القيادة التي تعددت تبعا للتغيير في النظريات التربوية , حيث يعرف البدري القيادة بأنها : السلوك الذي يقوم به الفرد حين يوجه نشاط جماعة نحو هدف مشترك ( البدري , 2002) .
كما عرف روست و سميث القيادة بأنها : علاقة تأثير بين القائد وأتباعه وتهدف هذه العلاقة إلى إحداث تغييرات حقيقية تعكس الاهداف التي يريد تحقيقها كل من القائد والاتباع ( أبو النصر , 2009 ) .
وعرفها محمد (2004) بأنها : "عملية تأثير و تفاعل يناميكي بين الافراد يتأثر من خلالها المرؤوسون لتحقيق أهداف محددة في موقف معين ".
من خلال التعريفات السابقة للقيادة يتضح أنه لا يوجد تعريف موحد للقيادة ولكن جميع التعارف تتفق على عدة مبادئ أساسية تركز على القائد و التأثير و تحقيق الاهداف .
ثانيا : القيادة التربوية
تمثل القيادة التربوية أهمية كبرى في نجاح الادارة التربوية , وتتميز بأن أهتمامها و تركيزها ينصب على الطالب , ويبدأ دورها في عمليتي التعلم و التعليم من خلال بناء شبكة من العلاقات داخل المدرسة بحيث توفر فرص التعلم الفعال لجميع طلبة المدرسة , وتعمل على توظيف الخبرات و المهارات المعرفية في توفير ظروف موضوعية تمكن الطلبة من استغلال كامل طاقاتهم في ظل فرص متكافئة للجميع .
مفهوم القيادة التربوية
سأعرض بداية بعض المفاهيم للقيادة التربوية :
عرفها البدري ( 2001) : أنها مجموعة من العمليات القيادية التنفيذية و الفنية التي تتم عن طريق العمل الانساني الجماعي التعاوني الساعي على الدوام إلى توفير المناخ الفكري و النفسي و المادي المناسب الذي يحفز الهمم و يبعث الرغبة في العمل الفردي و الجماعي النشط و المنظم من أجل تحقيق الاهداف التربوية المحددة للمجتمع و للمؤسسات التعليمية .
وعرفت بأنها : "عملية تفاعل وتأثير متبادل بين مدير المدرسة و العاملين تؤدي إلى توحيد جهودهم لتحقيق الهدف المشترك من خلال البيئة المحيطة ." (أحمد , 2002)
ثالثا : القيادة التحويلية
نشأة القيادة التحويلية :
ظهر أول مفهوم للقيادة التحويلية على يد العالم السياسي الامريكي ( بيرنز ) عام 1978م , ثم توالت المفاهيم في القيادة التحويلية كاسهامات الى أعمال ( بيرنز ) من قبل عدد من العلماء , ويعود الفضل في ظهور القيادة التحويلية في التربية إلى ( سيرجيوفاني ), وفي بداية الثمانينات ظهر نمط القيادة التعليمي كميزة من مميزات المدارس الفاعلة , حيث أن القيادة الادارية مع التركيز على نوعية التعليم لتحصيل و تقدم الطلبة ثم تطور هذا النمط الى أن يصبح القائد يعمل بشكل أقل توجيها و اكثر تعاونا مع المعلمين .هذا النوع الجديد من القيادة حصل على الكثير من قوته من خلال التاكيد على مشاركة المعلمين بالقيم , وقد أثبتت أيضا أن هذا النوع له فعالية أكثر في توفير البيئة المناسبة للمعلمين للتطوير والابداع وأستخدام التكنولوجيا في التعليم (الغامدي , 1423).
نظرا للتطورات المتسارعة التي طرأت على منظمات الاعمال اليوم والضرورة الملحة لمواكبة هذة ً التطورات و مواجهتها ، وزيادة التعقيدات في بيئة الاعمال بكافة جوانبها ، والحاجة إلى التغيير على كافة مستويات العمل ، وزيادة فاعلية العلاقة بين القائد والتابعين ، كان لابد من االتفكير بإيجاد أنماط قيادية أكثر ملائمة فكان مفهوم القيادة التحويلية أهم هذه الأنماط والذي يعد من المفاهيم الحديثة في الفكر الاداري .
ويرتكز جوهر القيادة التحويلية على القدرة على مواءمة الوسائل مع الغايات للأفراد و المنظمات حيث تتشكل لتحقيق أغراض إنسانية عظيمة وتطلعات أخلاقية . ويقوم هذا النمط القيادي على إدراك الحاجات الظاهرة والكامنة للمرؤوسين والعمل على إشباع تلك الحاجات و استثمار أقصى طاقات المرؤوسين بهدف تحقيق تغيير مقصود (الغامدي، 2001 )
مفهوم القيادة التحويلية لغة و اصطلاحا
التحويل لغة : حول أي صيّرَ و غيّرَ , و محول : بصير بتحويل الامور , و تحول عن الشيئ : زال عنه إلى غيره , وتحول من موضع إلى موضع (ابن منظور / ج 11 )
أما اصطلاحا : لم يتفق الباحثون على تعريف محدد للقيادة التحويلية ويعود السبب في ذلك لاختلاف الفلسفات ووجهات النظر حول القياد التحويلية , الامر الذي نتج عنه تعدد التعريفات ومن أهمها :
ـــــ عرف الهواري (2009) القيادة التحويلية انها : القيادة التي تحقق نتائج أبعد مما كان متصورا و أبعد مما كان متوقعا , فهي تسعى الى إحداث نقلة نوعية متكاملة في القيم و القناعات و التوجهات و الرؤى و الاهداف و التي تعتمد فيه على التغيير الحقيقي و الابداع .
ـــــــ وعرفها العطيات (2006) بأنها : الاستعداد المسبق من خلال توفير المهارات الفنية والسلوكية و الادارية والإدراكية لاستخدام الموارد المتاحة بكفاءه و فعالية , للتحول من الواقع الحالي الى الواقع المستقبلي المنشود خلال فترة محدده بأقل سلبيات ممكنة على الافراد و المؤسسات بأقصر وقت واقل جهد و تكلفة .
وتعرف ايضا : أنها عملية يسعى من خلالها كل من القائد و التابعين له الى رفع كل منهما الى أعلى مستويات الدافعية و الاخلاق.
وعرفت أيضا : أنها نمط قيادي ييسّر معاودة تحديد رؤية الناس و رسالتهم , وتجديد التزامهم بروح المهنة , ومعاودة تعديل بنية الانظمة التي يعملون في ظلها من أجل تحقيق الاهداف المطلوبة ( الصيداوي ,2000)
نستنتج من التعريفات السابقة أننا أمام نوع مختلف من القيادة تملك من السمات و المهارات ما يجعلها قادرة على التاثير الفاعل في العاملين و ظروف العمل . فهي نمط قيادي ذات رؤية ثاقبة , و تعتمد التعلم المستمر و التشاركي و التحفيز الايجابي , قائم على الود و القبول و الدافعية بين المرؤوسين في المؤسسة تجاه المهنة والمؤسسة التي يعملون بها .
أهمية القيادة التحويلية
وتعود أهمية القيادة التحويلية كنمط قيادي الى عدة عوامل :
1. تسعى القيادة التحويلية الى تمكين العاملين من خلال تفويض السلطات , والعمل على تطوير مهاراتهم و تعزيز ثقتهم بانفسهم .
2. تتبنى القيادة التحويلية فكرة " المسئوولية الاخلاقية " التي بدورها تحفز العاملين على تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية , وبالتالي أكتساب السلوك التعاوني .
3. القيادة التحويلية نمط قيادي يصلح للتطبيق في جميع المنظمات وفي مختلف المستويات و التي بحاجة الى التغيير .
أبعاد القيادة التحويلية
1. الجاذبية القيادية ( الكاريزما ) : التاثير القائم على القدوة و النموذج و الرؤية الواضحه و الاحساس الكبير.
2. الحفز والالهام : حيث يضع القائد تصورا مستقبليا لنشاط المنظمة , ومعايير أداء عالية تجعل منها مرجعية واضحه للمرؤوسين , بحيث يقدم لهم التشجيع والدعم المعنوي المستمر .
3. الاستثارة الفكرية : هي قدرة القائد عاى إقناع المرؤوسين بأهمية وضرورة التخلي عن طرق التفكير القديمة , وتبني طرقا إبداعية و حلولا غير تقليدية و أساليب جديدة .
4. الاعتبار الفردي : هو الاهتمام بمشاعر الافراد , وفهم الفروق الفردية فيما بينهم , والحرص على تلبية إحتياجاتهم. إن القائد التحويلي يعطي إهتماما شخصيا لحاجات كل فرد لتحقيق الاهداف , بحيث يكون قريبا من العاملين يسهل رجوعهم اليه عند الحاجة ويقوم بتفويض بعض مهامه لهم لتنمية قدراتهم .
عناصر القيادة التحويلية
إن تهيئة المناخ الصحي لأداء ممارسات قيادية ناجحة , وتحقيق مستوى عال من الرضا الوظيفي و الدافعية داخل المنظمة التعليمية يعتبر أمرا ضروريا لتحقيق أهدافها , ولتحقيق ذلك يتطلب العناصر الاتية كما أوردها ( عيسى 2008):
1. التمكين : إحدى العناصر الجوهرية للقيادة التحويلية , والافتراض الرئيس فيها أن سلطة اتخاذ القرار في المؤسسات التعليمية يتم تفويضها للمعلمين و الاداريين والمشرفين , العاملين في الصفوف الاولية في المؤسسة التعليمية للأستجابة مباشرة لما تطلبه العملية التعليمية , من اتخاذ القرارات و حل المشكلات .
2. بناء ثقافة مشتركة داخل المؤسسة التعليمية : إن بناء ثقافة مدرسية مشتركة , والتي تشمل القواعد السلوكية و القيم التي يشترك فيها كافة الاعضاء , تعمل على دعم المبادرات التطويرية و التي من خلالها يقوم قائد المؤسسة التعليمية بتعريف و تعزيز و توضيح القيم , و المعتقدات التي تكسب المنظمة هويتها .
3. التحفيز الذهني : إن الاهتمام بالاهداف , وتقديم الدعم الفردي واستثارة التفكير و وضع نماذج للممارسة المهنية الجيدة ومراجعة العمل وتقويمه والتفكير الجاد في كيفية أدائه بشكل أفضل و تنمية
الروح التنافسية الايجابية و إستخدام أساليب و استراتيجيات جديدة في التعلم و التعليم و دعم المبادرات الابداعية و الهادفة لتطوير المؤسسة .
4. تحديد أهداف المؤسسة التعليمية : بحيث تكون أهداف قابلة للتحقيق, وملائمة لحاجاتهم و للمجتمع المحلي , وتطوير وسائل مناسبة لتحديد أهداف العاملين و بشكل تعاوني بين القائد و العاملين , وفق ما يناسب احتياجات المجتمع و اهتماماته .
5. تقديم نموذج سلوكي يحتذى به : و يتمثل في سلوك القائد كونه مثالا يحتذى به من المعلمين , بحيث يعكس القيم التي يتبناها القائد و يتمثلها في سلوكه مما يجعله رمزا للمعلمين في المدرسة .
6. إدارة التنافس : وتتمثل في إدارة العمليات المتعلقة بأنشطة المنظمة بإستخدام المعلومات بما يحقق ميزة تنافسية للمنظمة , وتشمل :
1ــ وضع معايير للنجاح .
2ــ وضع نظام لتوصيل المعلومات في الوقت المناسب .
7. إدارة التعقيد : و تعني قدرة الادارة التحويلية على التعامل مع كثرة المتغيرات دفعة واحدة , بغض النظر عن تباين الاهداف أو المصالح .
8. تكيف المنظمة مع التوجه العالمي : ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي :
ـــ صياغة رؤية مستقبلية ذات توجه عالمي بكل مستوياته .
ـــ تحديد رسالة المنظمة لتعكس التوجه العالمي .
ـــ إحداث تغيير في الثقافة التنظيمية للمنظمة لتتلاءم التوجه العالمي .
9. إدارة التعليم والتدريب المستمر : هذا يتطلب وجود نظام تعليمي و تدريبي قادر على جعل الافراد و المنظمة على اتصال دائم و مستمر مع المستجدات العالمية .
خصائص القائد التحويلي
لكي يستطيع القائد التحويلي إدارة التغيير و تحويل منظمته نحو الافضل فإنه ينبغي أن يحوز على عدد من الخصائص منها ( العمري , 2004 ) :
1. القائد التحويلي هو شخص قادر على ايجاد رؤية ورسالة للمنظمة, وايصال هذه الرؤية بطريقة تحفز التابعين .
2. يرئ القائد التحويلي أن المبرر من وجوده هو نقل الناس نقله حضارية , فهو يتمتع بثقة ذاتية عالية ووعي كبير.
3. للقائد التحولي حضور واضح , ونشاط بدني متفاعل , حيث يشارك الناس مشاكلهم ويقدم لهم الحلول .
4. يستطيع القائد التحويلي التعامل مع الغموض والمواقف المعقدة .
5. يستطيع القائد التحويلي الوصول مع تابعية الى تحقيق إنتاجية عالية تفوق الاهداف و تفوق ما هو متوقع منهم .
6. القائد التحويلي عنصر تغيير و لا يحب الاستقرار الذي لا يؤدي الى التطوير .
إذن من هو القائد التحويلي ؟
ان القائد التحويلي يفكر بطريقة تختلف الى حد كبير عن الطريقة التي يفكر بها معظم القادة الاخرين , فهو يرى أن المبرر من وجوده هو نقل من حوله نقلة حضارية , ولدية احساس عال بالذات يعزز من ثقته بنفسه و يجنبه الصراعات الداخلية , وهو دائما ذو حضور و حيوية , وعندما يتكلم يستطيع ان يعبر عن مشاعر تابعيه التي يعجزون عن الافصاح عنها , فهو قائد يستثير فكرهم ويهتم بهم و يطور من احتياجاتهم و زيادة دافعيتهم , فهو يحولهم الى قادة جدد .
وظائف ومهام القائد التحويلي
إن وظيفة القائد التحويلي أو المبرر من وجوده هو التغيير، وأن أهم ما يميزه عن غيره من القادة الآخرين هو أنه وكيل التغيير وداعية له ، ومن أجل هذه الوظيفة فإنه يقوم بعدة مهام : المراد ( 2005 ).
أولاً- إدراك الحاجة للتغيير : يدرك القائد التحويلي الحاجة للتغيير، وهو قادر على إقناع الأفراد والجماعات في المؤسسة بالحاجة للتغيير من خلال جاذبيته الشخصية أو قدرته الإلهامية .
ثانياً- صياغة الرؤية والرسالة :القائد التحويلي ينظر إلى وظيفته الثانية على أنه صاحب رؤية واضحة وطموحة تمثل الصورة المستقبلية الممكنة والمرغوب فيها للمنظمة. ويشجع العاملين في المنظمة بكل الطرائق والوسائل لتبني هذه الرؤية والالتزام بها .
ثالثاً-اختيار نموذج التغيير: يختار القائد التحويلي نموذج التغيير الملائم لمؤسسته من بين النماذج الفكرية المتاحة التي ثبتت فعآليتها ضمن ظروف معينة ، والتي تكون ملائمة للظروف التي يعمل من خلالها .
رابعاً- تكوين الإستراتيجية الجديدة :الإستراتيجية هي المسار الرئيسي الذي تختاره المؤسسة بين إختيارات رئيسية أخرى لتحقيق أهدافها ، من خلال تحليل الفرص والتهديدات المتوقعة في السوق. لذا فإنه في ظل الجو التنافسي بين المؤسسات القائد التحويلي الذي يتبنى التغيير يقوم بتكوين استراتيجية جديدة تتفق مع الرؤية والرسالة ونموذج التغيير ومساراته من ناحية ، ومع التحليل الاستراتيجي المتمثل في الفرص المتاحة، والتهديدات المتوقعة من السوق، ونقاط القوة الذاتية ونقاط الضعف الذاتية من ناحية أخرى.
خامساً- إعادة تشكيل ثقافة المنظمه : ثقافة المنظمة هي طريقة التفكير والسلوك والقيم والقناعات والمشاعر السائدة بين العاملين ، لذا فإن أهم ما يجب أن يتصدى له القائد التحويلي هو إعادة تشكيل ثقافة المنظمة لتعبئة
الالتزام بالرؤية الجديدة ، إِذْ يوجه العاملون باتجاه الأهداف المطلوب تحقيقها. إذاً فالقائد التحويلي هنا مسؤول عن بلورة رسالة المنظمة من خلال رؤية فكرية واسعة. -إدخال منظومة القيم والقناعات الجديدة و ترويجها
وصيانة النسيج الروحي للمنظمة وتدعيمه عن طريق حل الصراع بين القيم الشخصية للعاملين وبين قيم المنظمة
سادساً- إدارة المرحلة الانتقالية: يهتم القائد التحويلي بالمرحلة الانتقالية التي يعيش فيها الأفراد ابتداء من التحرر من القديم إلى تنفيذ عملية التغيير ونجاحها، إنَّه يتأكد أن الأفراد قد تحرروا من القديم، وأنهم تخلصوا أيضاً من انتمائهم للقديم .
متطلبات و مهارات بناء القيادات التحويلية
عند بناء القيادات التحويلية يجب تحقيق عدد من المتطلبات و المهارات اللازمة للقائد الاداري , حتى يستطيع القيام بما هو متوقع منه , لذا يجب إعداد القيادات الادارية التحويلية اعدادا جيدا متكاملا مستجيبا لمتطلبات التطور العالمي . ومن المتطلبات التي يجب ان تتوفر في القائد الاداري :
1. الوعي الذاتي والقدرة على إدارة الذات .
2. الرؤية المستقبلية المتمركزة حول مستقبل المنظمة .
3. استيعاب متطلبات العولمة و التأقلم معها بشكل لا يؤثر على المبادئ و القيم .
4. تدريب و تطوير و تحفيز العاملين للمساهمة في تحقيق النمو و التقدم للمنظمة .
5. تطوير القدرة على التعلم و التطوير الذاتي عند الموظفين .
6. تطوير اساليب الاتصال بما يخدم المنظمة .
7. ضرورة توفر القدرة على استيعاب التحولات الاقتصادية و التحديات المستقبلية .
8. القدرة على المبادرة و الابتكار والابداع .
9. القدرة على مواجعة المواقف المتغيرة واحداث التغيير .
10. القدرة على اتخاذ القرارات الموضوعية في بيئة متغيرة .
11. القدرة على المتابعة و التقييم الذاتي للفرد والفريق . ( القحطاني , 2001 )
القيادة التحويلية في المجال التربوي :
في الميدان التربوي فإن للقيادة التحويلية جانبين رئيسين :
ـــــ الجانب التنظيمي و يشمل : الجهود الرامية إلى إعادة بناء و هيكلة التنظيم المدرسي , ويتضمن إحداث التغيرات في البناء الرسمي للمدرسة , بما فيها الجداول المدرسي و الادوار الوظيفية, التي تتضمن تأثيرا غير مباشر على التحسين و التطوير في العملية التعليمية .
ــــ الجانب الثقافي والانفعالي ويشمل : الجهود الرامية إلى إعادة بناء النسق الثقافي في المؤسسة التعليمية , و تتضمن إحداث التغييرات في الانظمة المتصلة بالنماذج , والقيم و الدوافع , والمهارات , والعلاقات التنظيمية . مما يعزز أساليب جديدة للعمل الجماعي التعاوني ينعكس أثرها مباشرة في إحداث فرق في عمليتي التعلم و التعليم داخل المدرسة .
أثـــر القيادة التحويلية في العملية التربوية
يبدو التأثير الذي يحدثه سلوك القائد التحويلي التربوي في المرؤوسين العاملين في المؤسسات التربوية واضحا , وبشكل إيجابي من خلال ما أكده الباحثين في دراساتهم , و التي كان بعض أن التاثير الايجابي للقائد التحويلي
التربوي على مرؤوسيه يترك آثارا إيجابية على عدة جوانب من العملية التربوية مثل:
ـــــ المناخ : فعندما يتفاعل القادة مع المرؤوسين تكون لهم توقعات عالية , يستخدمون سلوكا لفظيا وغير لفظي يؤدي إلى بناء مناخ يتميز بالدفء و الصداقة والقبول .
ــــــ المدخلات : عندما تكون للقادة توقعات عاليه تجاه المرؤوسين , فانهم يقدمون المصادر المختلفة , والوقت , والتدريب و فرص التطوير و التعزيز , مما يساعد على تنمية المهارات لدى المرؤوسين و تمكينهم من إنجاز المهام .
ــــــ المخرجات : إن القادة الذين يؤثرون في مرؤوسيهم تأثيرا إيجابيا يشجعونهم على المحاولة و استخدام مادخل تتميز بالابداع و الابتكار كما يتقبلون بروح طيبة النتائج التي يتوصلون اليها أثناء التجريب , ويقدمون لهم الدعم في حل المشكلات .
ـــــ التغذية الراجعة : ان القادة يشجعون ويحفزون الاداء العالي المتميز , وذلك بتقديم تغذية راجعة تركز على ما يقوم به المرؤوسين بشكل صحيح .
القيادة التحويلية و الدافعية :
لقد حظي موضوع الدافعية , وما يزال , بإهتمام كبير من العديد من الباحثين في مختلف حقول المعرفة الإنسانية , لما تتسم به من أهمية أساسية في توجيه السلوك الانساني نحو تحقيق أهداف المؤسسات الانسانية وقد بدأ الاهتمام بالدوافع في إطار الفكر الاداري الحديث بعدم اقتصارها على الحوافز لإثارة نوازع الرغبة الذاتية للفرد في مجالات العمل , بل امتدت لمعرفة الرضا عن العمل وسبل تعزيز الرغبة في انجاز المهام المطلوبة في العمل ( حمود , 2002) .
و يُعرف الدافع بأنه عملية استثارة وتحريك السلوك أو العمل وتعضيد النشاط وتنظيمه وتوجيهه نحوالهدف . إن نظرية القيادة التحويلية تتضمن تعزيز الدافعية , ونشرها بين جميع أعضاء المؤسسة التعليمية , مما يؤدي إلى بذل الجهد الاضافي المطلوب لإحداث التغيير المطلوب , فالدافعية تهم كل فرد من الافراد لأنها تعرفه بالآسباب التي تؤدي إلى اختلاف تصرفات الافراد ومعرفتها مهمة وضرورية لكل من يشرف على جماعة و يعمل على حفزها على الانتاج . فقدرة القائد التحويلي في التأثير على دافعية الافراد, ونقل أفكارهم ليصبحوا أكثر قدرة على إدراك مخرجات المهمات التي يؤدونها وانتمائهم إلى المؤسسة . فهو يسعى إلى بناء الالتزام بين الافراد , ويسعى الى زيادة ثقة العاملين بإنفسهم مما يدفعهم الى التقدم المستمر و التنمية الذاتية و التحفيز مما يجعلهم قادة فاعلين (الحريري ,2008 ) .
فاعلية القيادة التحويلية
و بما أن وظيفة القائد التحويلي هي نقل مرؤوسيه نقلة حضارية , و الاهتمام بالافراد , لذا فان هناك بعض المبادئ التي تساعد قائدي المدارس على تفعيل دورهم القيادي ومنها كما أوردها :( الشرقاوي , 2006 )
1. استخدام النمط القيادي المناسب .
2. تشجيع المبادرات و الافكار المبدعة .
3. أن يتصف القائد التحويلي بصفات عديدة منها الشخصية الالهامية , و المبدعة , والاستثارة العقلية
4. تحسين أحوال التعليم و توحيد جهود العاملين في المدرسة لتحقيق الاهداف .
5. إدراك الحاجة إلى التغيير المناسب وفق استراتيجية و منهجية جديدة .
6. تشجيع عمل الفريق و التعاون .
7. حسن إدارة الوقت و استغلاله بشكل فاعل .
8. الاهتمام بالطاقات الجسمية و العقلية و مهارات الاتصال .
قائمة الــمــراجع :
ـــ ابن منظور. محمد بن مكرم. 1900م . لسان العرب , ج (11) . بيروت: دار صادر للطباعة والنشر.
ـــــ أحمد ,أحمدإبراهيم (2002). الادارة المدرسية في مطلع القرن الحادي والعشرين , القاهرة : دار الفكر العربي .
ـــــــــ البدري ,طارق عبدالحميد (2001). الاساليب القيادية و الادارية في المؤسسات التعليمية , ط1, عمان : دار الفكر للطباعة والنشر .
ـــــــ بني عطا , سالم محمود (2005), درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية العامة الاردنية لنمطي القيادتين التحويلية و التبادلية و علاقتهما بالاحتراق النفسي و العلاقات البينشخصية عند المعلمين , اطروحة دكتوراة غير منشورة , جامعة عمان العربية , الاردن .
ـــــ حسان. حسن محمد. العجمي. محمد حسنين (2007) . الإدارة التربوية. عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
ــــــ حمود , خضير كاظم (2002) . السلوك التنظيمي , ط1 ,عمان : دار الصفاء للنشر والتوزيع.
ـــــــــ العازمي ,محمد بزيع (2006), القيادة التحويلية وعلاقتها بالابداع الاداري , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة نايف العربية للعلوم الامنية , الرياض .
ـــــــ العمري , عبدالله (2004) , تأثير القيادة التحويلية على الثقافة التنظيمية في المنظمات الاماراتية مع التطبيق على قطاع البترول . أطروحة دكتوراه غير منشورة , جامعة القاهرة , القاهرة , مصر.
ـــــــــ الغامدي ، سعيد (2001.) , القيادة التحويلية في الجامعات السعودية ، مدى ممارستها وامتلاك خصائصها من قبل القيادات الأكاديمية ، رسالة دكتوراه غير منشوره , جامعة أم القرى .
ـــــــ القبلي و العمراني , عناية حسن و ساهرة فراج (1438). القيادة التحويلية في الميدان التربوي , ط1 , تبوك , السعودية : دار أمان للنشر.
ـــــــــــ القحطاني , سالم ( 2001). القيادة الادارية التحولية نحو النموذج القيادي العالمي , الرياض.
ــــــــ محمد ,محمد جاسم (2004) , سيكولوجية الادارة التعليمية و المدرسة و آفاق التطوير العلمي , عمان : دار الثقافة للنشر والتوزيع.
ــــ حسين المراد ( 2005 ) ، تأثير سلوك القيادة التحويلية على اتجاهات العاملين نحو التغيير " دراسة تطبيقية على مؤسـسة الطيـران 19 العربية السورية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة عين شمس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق