الجمعة، 16 أكتوبر 2020

القيادة الموقفية

 


(قائد الناس خادمهم)

قال تعالى:(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)سورة ال عمران (159)

 تشير الاية الكريمة الى حث الله تعالى القائد الاول ومعلم الانسانية رسولنا الكريم محمد  عليه اتم الصلاة والتسليم الذي قاد الامم دعاه الى سياسة الناس باللين والرفق والشورى في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله اي اتخاذ القرار.

الاية الكريمة السابقة سبقت علم الادارة في تطبيق مفاهيم القيادة التربوية و الحث على امتلاك المنهج الانساني في ادارة الاعمال في شتى الميادين, وتبني الاتجاهات و المبادئ الادارية الحديثة في القيادة الفعالة

 

فالقيادة التربوية سلاح ذو حدين القائد والمرؤوسين اذا اصاب القائد ارسى السفينة الى بر الامان بنجاح , لذلك توفر لدى القائد مهارات وسمات متنوعه انسانية وفنية مهنية وتصورية, ويجب الحذر واليقظة فيمن يتولى هذا المنصب ووضع مخافة الله امام عينيه في اتباع سياسة تطويع المرؤوسين وحشدهم في ميدان العمل 

فهي تحتاج الى سلطة وقوة تنفذ بمهارة وحنكة بالميدان لكسب قلوب المرؤوسين ومؤازرتهم الذي يجعلهم يلتفو حوله برغبة وطواعية في تنفيذ المهام وافساح المجال لهم في المشاركة واتخاذ القرار

( امتلاك مقدار من السلطة والقوة والنفوذ , ومقدار من الحرية الممنوحة للمرؤوسين)

 

تعتبر القيادة من أهم الوظائف الإدارية التي يمارسها القائد الفعال وذلك لأن الخطة بعد وضعها تنتقل إلى حيز التنفيذ وهي المهمة الاصعب من التخطيط فالواقع والتطبيق يحتاج الى جهود مضاعفة وضبط نفس عالي لانها تتعامل مباشرة مع العقول والأيدي لانجاز الأهداف المرجوة . كذلك يتولى القائد قيادة  مجموعة من الأفراد يوجههم ويرشدهم ويدربهم وينسق أعمالهم ويوفق بينهم, إنها ليست بالمهمة اليسيرة ، إنها تتطلب من المدير جهدا ووقتا ومهارات ، حتى يستطيع أن يقود جماعته نحو الهدف المنشود بالكفاءة والفعالية اللازمة .

ومما سبق يمكن القول بأن القيادة هي جوهر العملية الإدارية وقلبها النابض وأنها مفتاح الإدارة وأن أهمية مكانتها ودورها نابع من كونها تقوم بدور أساسي لكل جوانب العملية الإدارية .

 ويمكن القول بأن القيادة الفعالة هي محصلة التفاعل بين القائد والعاملين في المواقف التنظيمية المختلفة , والقدرة على توحيد الجهود باحترافيه, ودفع وتشجيع الأفراد نحو إنجاز أهداف معينة

والقيادة كما يعرفها وايت، تعني التأثير على الآخرين في تنفيذ قرارات أشخاص آخرين

 ويعرف جليك القيادة بأنها " مجموعة من السلوك والتنظيمات والتصرفات من طرف الرئيس أو المدير يقصد بها التأثير على الأفراد من أجل تعاونهم في تحقيق الأهداف المطلوبة " 

كذلك يمكن تعريف القيادة بأنها " قدرة الفرد في التأثير على شخص أو مجموعة وتوجيههم وإرشادهم من أجل كسب تعاونهم وحفزهم على العمل بأعلى درجة الكفاية في سبيل تحقيق الأهداف الموضوعة

ويمكن القول بأن القيادة تعمل في مجال تنمية القدرة على تفهم مشاكل المرؤوسين وحفزهم على التعاون في القيام بالمهام الموكلة إليهم وتوجيه طاقاتهم واستخدامها إلى أقصى درجة ممكنة من الكفاية الإنتاجية .

 تعود أهمية القيادة إلى العنصر البشري كراس مال بشري في المؤسسات الذي أخذ يحتل المكانة الأولى بين مختلف القطاعات  .

ومن خلال التعريفات السابقة يمكن ملاحظة التركيز على سلوك القائد (التأثير) على العاملين من أجل دفعهم للعمل وإنجاز الأهداف المطلوبة وتأتي هنا أهمية التأثير الإيجابي من خلال توجيه القائد للعاملين لإنجاز الأعمال المطلوبة بالشكل الصحيح .

 

القيادة الموقفية

اعتبر المفكرون ان نظرية السمات ونمط القيادة غير كافي لفعالية القيادة وظهرت نظريات حديثة وعديدة في القيادة تبعا لتطور مدارس الفكر الاداري عبر الزمن

 منها النظريات الموقفية في القيادة : التي تعتبر انسب النظريات الادارية حيث تدعو الى ان القائد الناجح هو الذي يتمكن من الانتقال بين الانماط الادارية  بمرونه بما يتناسب مع الموقف ومل يحقق الاهداف بكفاءة و فاعلية.

وهي قدرة القائد على تغيير نمطه حسب الموقف فالقائد يملك من المرونه ما يجعله قادر على احتواء اي  موقف وتوجيهه,  وذلك من خلال وقت محدد لمعالجة موقف معين, فنرى شخص ما قائد بموقف وبموقف اخر يكون تابع ويمثل هذه النظرية نماذج عديدة منها :

- نموذج فيدلر Fidler

- نظرية المسار- الهدف

- نموذج ليكرت الموقفي

 

-نموذج فيدلرFidler للقيادة الموقفية :

 

يدعو الى القيادة الفعالة انطلاقا من ممارسة نماذج سلوكية متعددة تعتبر جميعها ضرورية للوصول للأهداف واستثارة دافعية العاملين واندفاعهم في العمل فالقيادة الموقفية لدى فيدلر تؤكد على درجة التوافق والانسجام بين مايلي:

·       اسلوب القيادة (الطريقة المتبعة في التعامل)

·       التحكم الموقفي(درجة تحكم القائد بالموقف)

 

القيادة عند أساليب فيدلر

أ‌-     دوافع العلاقات :

يحصل القائد على رضاه من علاقاته بالتابعين

ب‌-                        دوافع العمل أو الانجاز او المهمه

ت‌-                        يحصل على رضاه من انجاز العمل ولا يركز على الاجتماعيات بل على القواعد والاجراءت

 ان القائد الذي يصلح لقيادة مرحلة ما وحسب ظروف ما , قد لا يصلح للقيادة لظروف  بمرحلة اخرى في ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية  وذلك للعوامل الاتية:

1-   العلاقة بين القائد والتابعين

2-  هيكلة العمل

3-  قوة المنصب

1-  العلاقة بين القائد والمجموعه

وهي اهم عوامل التي تمكن القائد من التحكم في الموقف  , فالقائد المدعوم من افراد مجموعته لا داعي من استخدام قوة السلطة ولا يحتاج للهيكله او المنصب.

2-  هيكلة العمل

وهي درجة وضوح الاجراءات والاهداف فكلما كانت تفاصيل ادق عن لنهام كلما زادت فرص الانجاز ولا يمكن بالتنبؤ بنجاح الخطط غير المهيكله.

3-  قوة المنصب

وهي الاكثر اهمية بالنسبة للتحكم بالمواقف , وحصول القائد في منصبة على السلطة التي تمنحه حق المكافاة والعقاب, الا ان قوة المنصب لا تحمي من المؤامرات ةلا تضمن تعاون العاملين .

 

واعتقد ( فيدلر )  بفعالية القيادة تعتمد على حالة المجموعة أو ظروفها وفيما إذا كانت ملائمة أو غير ملائمة والتي ترتبط بمايلي :

1.              علاقة القائد الشخصية بالمرؤوسين( الطريقة المتبعه في التعامل).

2.              السلطة أو القوة الرسمية التي يهيئها لهم مركزه( درجة تحكم القائد بالموقف).

3.              درجة رسمية العمل والمهام التي يجب أدائها من قبل المرؤوسين ومدى تحديد المهام ( موقف عمل المجموعه) .

مما يضمن فعالية القيادة هو جعل ظرف المجموعة أكثر ملائمة لأن القائد سينال دعم أكبر من العاملين ، وبإمكانه تطبيق ما يراه مناسبا بالسلطات المخولة له ، ويستطيع تفويض العمل ومراقبته بشكل أفضل .

 

 

ومن خلال الدراسات والأبحاث الكثيرة التي تمت على القيادة ظهرت أهمية بعض العوامل الظرفية التي أثرت على فعاليتها مثل:

1.               خبرة القائد السابقة ، وعمره .

2.               نوعية العمل الذي يشغله القائد .

3.               متطلبات أعمال أعضاء المجموعة .

4.               حجم مجموعة المساعدين .

5.               درجة التعاون الضرورية بين الأعضاء .

6.               العوامل النفسية المهيمنة على المرؤوسين .

7.                              توقعات المرؤوسين الحضارية .

8.               التكوين الشخصي للمساعدين .

9.               المجتمع الذي تعمل ضمنه المنظمة .

10.      الوقت اللازم لاتخاذ القرار .

 

نظرية المسار- الهدف    (القائد القدوة)

تقوم على اساس الربط بين السلوك القيادي للقائد وحفز العاملين وبالمقابل مدى قدرة القائد على التأثير في العاملين من خلال تكييف سلوكه ليكون قدوة لهم والسير نحو تحقيق الهدف.

بشكل عام السلوك القيادي يهتم بجانبين :

جانب الانتاج , وجانب العاملين فكلما وجد توازن بين الجانبين كلما كانت القيادة فاعلة في انجاز الاهداف بدرجة عالية من الكفاءة.

نموذج ليكرت الموقفي

وهي دراسة اجراها على 100 قائد وخرج منها باربعة انماط قيادية , تستند على الاسلوب الديمقراطي في الادارة  , ويغلب على اطار العمل مع المرؤوسين الى جانب السلطه الطموحات والقيم والاهداف المشتركه لكلاهما

وقد صنف ليكرت اساليب القيادة الى اربعة انماط :

1- الامر الناهي :دكتاتوري

2- امر عطوف: دكتاتوري يمثل الديمقراطيه

3- امر استشاري:يستشير ويترك لنفسه حق القرار

4- امر تشاوري: يتخذ قرار مشترك

 

واخيرا:

 النجاح في قيادة المؤسسات  ................ ياتي اولا من النجاح في قيادة الذات

 

المراجع

1-   حريم ,حسين (2013) . السلوك التنظيمي وسلوك الافراد في منظمات العمل .عمان-الاردن :دار حامد للنشر والتوزيع

2-   القيسي, هناء محمود(2010). الادارة التربوية مبادئ- نظريات- اتجاهات حديثة . عمان- الاردن :دار المناهج للنشر والتوزيع

3-    القريوتي, محمد قاسم(2006).مبادئ الادارة النظريات والعمليات والوظائف .عمان- الاردن: دار وائل للنشر والتوزيع

4-   حسان,حسن محمد ابراهيم.العجمي محمد(2007).الادارة التربوية :دار المسيرة

مرجع الكتروني.  القيادة

http://site.iugaza.edu.ps/ybaher/files/2010/02/5.doc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق