التحليل الأول :
يسعى جميع الآباء إلى تنشئة أبنائهم على القيم والأخلاق الفاضلة، لكن للأسف من بين هذه القيم أن يكون الطفل لطيفا مع الجميع وأن يراعي مشاعر الآخرين، حتى أن بعض الآباء يمدحون الطفل كلما رأوا منه علامات اللطف الزائد.
يرى "ديوك روبنسون"، مؤلف كتاب "too nice for your own good" أن التحلي باللطف الزائد عن الحد في التعامل مع الآخرين من شأنه إهدار الكثير من حقوقنا المشروعة في الحياة، بل والأسوأ من ذلك هو أن لطفنا الزائد يفسد نوايانا الحسنة التي تقف وراء تصرفاتنا فيسيء الآخرون فهمنا إلى حد الشعور بالإهانة في بعض الأحيان.
وفيما يلي نعرض 9 أخطاء عرضها كتاب "too nice for your own good" والذي تمت ترجمته إلى العربية تحت عنوان "لا تكن لطيفًا أكثر من اللازم"، يوضح فيها روبنسون 9 تصرفات شائعة جدا نمارسها في حياتنا اليومية دون أن ندري أثرها البالغ في هضم حقوقنا وإفساد علاقتنا بالآخرين.
1- محاولة أن تكون كاملا
يسعى اللطفاء دومًا إلى إعطاء الآخرين صورة مشرفة عن أنفسهم متناسين أننا بشر وأن العمل البشري دائما من سماته النقصان، وهو ما يحمل اللطفاء فوق طاقاتهم، لذا يدعوهم روبنسون إلى التفكير قليلا في أي مهمة قبل القبول بتنفيذها، والاتفاق مع من يوجهون لهم الانتقاد إن كان النقد في محله، ومن المفيد هنا أن يتجنب الإنسان التعامل مع الأشخاص الذين يوهمونه بأنه مثاليا.
وعرض الكتاب في هذه النقطة ثلاث خطوات للتواصل مع الآخرين، أولا: التصرف بما يناسب كل علاقة، فلا يصح معاملة الزوجة كمعاملة رئيس العمل والعكس صحيح، ثانيا: تقبل الفشل والاعتذار إن اكتشفت ذلك، ثالثا: إن رفض الآخرون الاعتذار يمكنك أن توضح لهم ببساطة أنك كنت تهتم لشأنهم لكن لا حيلة لك الآن.
2-القيام بالتزامات أكبر من طاقتك
ينشأ الكثير من الأطفال مع فكرة الأمل الكبير الذي يضعه الآباء عليهم، ما يدفعهم إلى تحمل ما لايطيقونه من أجل إثبات أنهم جديرين بتوقعات ذويهم، وعندما يكبرون يتحول الأمر إلى عادة لتحمل الأعباء الإضافية فقط لإثبات جدارتهم، وللأسباب التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة، وحدد الكتاب خطوات عملية لتفادي الوقوع في هذا الفخ.
أولا يجب الرفض القاطع للمهام التي لا تناسبك ولا تمتلك الوقت للقيام بها بل وربما التي لا تستمتع بها أيضًا لأنها ستشكل عبئا عليك، كما أنه لا يجب الموافقة على قبول مهمة ما إلا بعد الوقوف على كافة تفاصيلها، ثانيا: عند قبول مهمة ما كن على استعداد للتخلي عن أحد التزاماتك في سبيل تلك المهمة، وأن تضع في حسبانك وقتا للمقاطعة والطوارئ، وأخيرا لا تتخجل من طلب مساعدة الآخرين عند الحاجة.
3-عدم قول ما تريد
يجد من تجاوز لطفهم الحد المطلوب، حرجا كبيرا في العديد من المواقف الاجتماعية لقول أو طلب ما يريدونه من الآخرين، لذا دعا روبنسون من يعاني تلك الحالة إلى التمرن على الخطوات التالية:
عند الرغبة في شيء من أحد حاول أن تخبره بجمل إيجابية وغير متزمتة مثل "أحب منك أن.."، إن شعرت بالخوف من ذلك لامانع من أن تصارح محدثك بخوفك من أن يراك لحوحا أو متسلطًا، إن لم تكن متأكدا من حقك في هذا الطلب عليك أولا أن تستفسر وأن تجمع المعلومات اللازمة لطمأنتك، عند مقاومة الآخرين حقوقك المشروعة لا ما نع من الإصرار بتكرار الطلب بصيغ مختلفة، وعندما تجد الآخرين هم من يخضون التحدث معك بما يريدوه حاول ان تزيل ذلك الخوف.
4-كبت الغضب
يظن اللطفاء أن التعبير عن غضبهم خطأ، ويخشون من إظهار مشاعر الاستياء أمام الآخرين ظنًا منهم أن ذلك سيحافظ على صورتهم المثالية في أعين الناس، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا فالتعبير عن الغضب يمكن إن تم وفقًا لضوابط معينة أن يسهم في تحسين علاقتك بالناس، والأهم أنه سيزيل ما بداخلك من صراع بين كبت حرارة الغضب في داخلك أو خسارة علاقاتك.
وينصح روبنسون اللطفاء بالتعبير عن غضبهم قبل أي شيء لمن أساؤا وليس لأشخاص آخرين، مثلما يحدث عندما يوقع رئيسك في العمل عقوبة عليك وتكبت غضبك حتى عودتك إلى المنزل ثم تفرغه في وجه زوجتك، ثانيا يجب أن تخبر المسيء إليك بما تشعر، وذلك بأن تعبر عن استياءك من فعلته وليس من شخصه، وأخيرا توضح له ما تريده منه لإزالة غضبك.
5-التعقل لحظة الاندفاع
ويقصد المؤلف بهذه النقطة ألا يتصرف الشخص اللطيف بشكل مناسب عندما يتعرض للهجوم من قبل الآخرين، وينصح روبنسون اللطفاء بالتعامل في مثل هذه المواقف عن طريق أخذ بعض الوقت لحصول التوازن اللازم قبل الرد، ثم محاولة النظر للأمور من منظوره حتى تتفهم سبب غضبه، وهذا لا يعني أنك ستوافقه على ما يقول بحقك ولكنها محاولة للوصول إلى أرض مشتركة وإشعاره بأن مشاعره تحترم.
تؤدي الخطوات السابقة إلى تهيئة الشخص المهاجم إلى الاستماع إلى رد الشخص اللطيف، حينها يمكن إخبارهم بأنك ترفض معاملتك بطريقة سيئة ويمكنك حينها توضيح وجهة نظرك في الأمر.
6-الكذب البسيط
يواجه اللطفاء مشكلة كبيرة عندما يقفون أمام خيارين: إما قول الحقيقة التي قد تكون جارحة لمحدثهم، أو أن يؤثروا المجاملة اللطيفة وقمع رغبتهم في المصارحة، مثلما يحدث عندما تسألك زوجتك عن رأيك في صنف جديد من الطعام أعدته خصيصا لك.
ينصح هنا بالتفكير في المشكلة على أنها مشكلتك أنت وليست مشكلة من تريد مصارحته بالحقيقة، فأنت من تخشى أن تخيب ظن الآخرين ومصارحتهم بعيوبهم، ثم تبدأ بالحديث معربا عن احترامك للشخص وتقديرك له ولمجهوده الذي بذله، ثم تخبره بأنك تخشى أن تجرحه لكنك في الوقت ذاته تكره ألا تكون غير أمين، ثم تصارحه بالعيب أو المشكلة التي تريد إخباره بها.
7-إسداء النصح
يميل اللطفاء بطبعهم إلى الإسراع لإسداء النصح للآخرين، وعلى الرغم من أنهم يفعلون ذلك بنوايا حسنة، إلا أن هذا السلوك يعد مؤذيا للغاية للآخرين في كثير من الأحيان، فالإشراع لإسداء النص يحمل معاني التقليل من شان الآخرين، وتصدير لهم فكرة أننا نسيطر على حياتهم بشكل أو بآخر لأننا أكثر منهم كفاءة.
وبدلا من إسداء النصح يمكنك اتباع التالي، التمرن على الابتعاد عن مشاكل الآخرين وعدم استشعار أنها مشاكلك الشخصية، يمكنك إلقاء عليهم أسئلة تلفت نظرهم لما لديهم من خيارات، قدم لهم معلومات قائمة على خبراتك الشخصية وشهادات الآخرين، ليتم كل ذلك دون أن توجههم بشكل مباشر، ما سيترك أثرا طيبا في نفوسهم.
8- إنقاذ الآخرين
ضرب روبنسون مثلا لمن يسلكك طريق الإدمان، فإن كان له صديق "لطيف أكثر من اللازم، فسيهرع إلى محاولة إنقاذه من هذا الطريق، وفي الواقع فإننا نضرهم أكثر مما نفيدهم بمحاولة إنقاذهم بالطرق التقليدية، إذ تؤدي المحاولات لإخراج المدمن من دوامة إدمانه إلى مزيد من انغماسه فيها، ثم يبدأ الأثر السلبي على من يحاول الإنقاذ بأن يتأثر نفسيا بفشله في المهمة،كما يحرم من نريد إنقاذه من التطور الطبيعي لشخصيته اللازم لمساعدة نفسه.
وعرض الكتاب بديلا للمحاولات التقليدية لإنقاذ المدمنين، وهو الحديث إليهم بشكل عام عن خطورة سلوك الإدمان، ويكون ذلك في مرحلة مبكرة من الإدمان، بعدها يجب منحهم الثقة في أنفسهم وأن تطلب منهم أن يغفروا لأنفسهم هذا الخطأ، تشجيعهم على التعرف على خجلهم من هذا الخطأ ومقاومته، وأخيرا طلب مساعدة المختصين للتدخل عند الطوارئ.
9- حماية من يشعرون بالحزن
ضرب الكاتب مثلا في هذه النقطة عندما يتوفى والد أحد أصدقائك، فتسرع إلى محاولة التخفيف عنه بالطرق المعروفة إلا أنه يؤكد خطأ التصرفات التالية: التظاهر بالقوة وتجاهل ذكر الموت، والثرثرة في مواضيع أخرى غير مهمة، ومحاولة إبهاج صاحب الفاجعة، وإعطائه النصائح، واقتراح عليهم طلب منك المساعدة في أي وقت إن احتاجوا لأي شيء.
والتصرف الصحيح في تلك الحالات هو أن تظهر التعاطف الصادق مع ألمه ومصابه، أن تشعره بحضورك إلى جواره ومساندته بصدق، التطوع لمساعدته في أي من المهام التي تستطيع بالفعل القيام بها بدلا من أن تعرض ذلك شفهيا فقط، وأن تشجعه على التحدث عن مصابه إن كان ذلك سيشعره بالراحة.
التحليل الثاني
تحاول دائما أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون ، وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم
تسارع إلي مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقتهم
حتى لو أثاروا غضبك ، إذن أنت شخص لطيف وتحب وتحرص علي أن
يصفك الناس هكذا
ومع ذلك إذا أمعنت التفكير في سلوكياتك’ اللطيفة’ ستكتشف أنها في كثير من الأحيان سلوكيات’ انهزامية’ كأن تقول نعم حينما كان ينبغي ان تقول لا
أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضبا ، أو تلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين
وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصا عزيزا عليك
أي أنك في سبيل الحفاظ علي التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء
التي قد تؤثر بطريقة سلبية علي عملك وعلاقاتك الاجتماعية
ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يتسم باللطافة هي :
2- القيام بالتزامات أكبر من طاقتك.
3- عدم قول ما تريد.
4- كبت الغضب.
5- التعقل لحظة الاندفاع.
6- الكذب البسيط.
7- إسداء النصح.
8- إنقاذ الأخرين.
9- حماية من يشعرون بالحزن.
= النزعة إلي الكمال ...
مما يفرض ضغوطا كبيرة عليه ، ويتطلب مجهودا مضنيا منه لاثبات الذات
والقيام بالمهام المختلفة علي اكمل وجه ، فضلا عن الإرضاء الدائم للآخرين
ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيبا ولكنها تصبح خطأ عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك أو تكبدك ما لا تتحمل من مجهود او وقت او مال
أو عندما تصبح هاجسا لدرجة تعرقل أدائك لعملك
وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان( وليس مجرد ترديد العبارة)
بأنه لا يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك
يأتي بعد ذلك إدراك ان الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين
= القيام بالتزامات أكبر من طاقتك ...
عادة دون ان نشعر يوقعنا اللطف في مأزق
اما ان نقول لا لشخص عزيز يطلب منا شيئا فنشعر بالأنانية والذنب
أو نحاول القيام بكل ما يطلب منا فنستنزف طاقتنا
= عدم قول ما تريد ...
وربما تلجأ لذلك لأنك تعتقد أنه غير مناسب اجتماعيا أو لا تريد ان تظهر بمظهر الضعيف
أو تخشى الرفض أو لا تريد أن تسبب حرجا لمن تحب
وفي كل الأحوال فإن عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك وكبت ما تريد في سبيل الآخرين سيؤدي بك الي المرض النفسي والعضوي كما قد تتبدد ملامح شخصيتك
= كبت غضبك ...
المقصود هنا هو الإبقاء علي هدوء الأعصاب في حين ان داخلك
يغلي نتيجة استغلال الآخرين لك او إيذائهم لمشاعرك
وهو ما يعتبر نوعا من التزييف والكذب علي النفس وعلي الآخرين
والدعوة لعدم كبت غضبك لا تعني ابدا ان تثور كالبركان
كل ما عليك ان تظهر للآخرين ان ذلك التصرف يضايقك حتى لا يكررها
= التهرب من الحقيقة ...
حرصا علي ان تكون لطيفا دائما فانك كثيرا ما تتهرب من قول الحقيقة
حتى لا تحرج الآخرين ولكن ذلك لا يفيدك ولا يفيدهم
عليك قول الحقيقة بتواضع وحساسية
فعلي سبيل المثال: اذا سألتك زوجتك عن رأيك في صينية البطاطس التي لم تعجبك
لا داعي لأن تكذب وتقول إنها كانت رائعة ، ولا داعي أيضا أن تكون فظا
وتقول انها كانت سيئة بل يمكنك الإجابة بأنك عادة تحب البطاطس من يدها
ولكن طعمها هذه المرة كان مختلفا بعض الشئ
وهكذا تكون قد خرجت من المأزق بأقل الخسائر
ان التخلص من الأخطاء البسيطة السابقة لا يعني إطلاقا التوقف عن ان نكون لطفاء
بل فقط تساعدنا علي ترشيد المجهود الإضافي المبذول للحفاظ علي التعامل بلطف
في كل الأوقات والذي كثيرا ما يأتي علي حساب أعصابنا وراحتنا
الأشخاص اللطفاء غالباً ما يفعلون الأشياء التي يتوقعها الآخرون منهم
ويحاولون إرضاء متطلباتهم، دون أن يؤذوا مشاعرهم
ودون أن يفقدوا أعصابهم
وعندما يهاجمهم الآخرون بغير تعقل ، يحافظون على لطفهم وهدوئهم
غير أن هؤلاء الأشخاص اللطفاء كلّما أمعنوا في التصرف بهذه النوايا الحسنة
ومساعدة الآخرين، وتحدثوا وتصرفوا بكل هذا المستوى الرائع من اللباقة
ينتابهم شعور بعد ذلك بالإرهاق والإحباط وعدم الثقة بالنفس
إن هذه السلوكيات التي يسلكها الأشخاص اللطفاء بنية حسنة، وبطريقة معتادة لديهم
تؤثر بطريقة عكسية على علاقاتهم، وتنتزع البهجة من حياتهم
بعد يوم تعترض هذه السلوكيات طريقنا، تصيبنا بالجنون
وتسرق وقتاً وطاقة ثمينتين هما أثمن ما نملك
وتلخص هذه السلوكيات بتسعة أخطاء ذات نتائج عكسية
وهي جديرة بالاهتمام لأننا بقليل من التفكير والجهد نستطيع التوقف عن فعلها:
• أن نحرر أنفسنا من الالتزام بما يتوقعه الآخرون منا مما لسنا مقتنعين به.
• أن نقول: لا، عند الضرورة، وأن نقي أنفسنا من تحمُّل ما لا تطيق.
• أن نخبر الآخرين بما نريده منهم، وأن نتلقاه فعلاً.
• أن نعبر عن غضبنا بطريقة تداوي، وتصون علاقتنا.
• أن نستجيب بصورة فعالة حين يهاجمنا الناس أو ينتقدوننا بلا تعقل.
• أن نخبر أصدقائنا بالحقيقة حينما خذلونا.
• أن نهتم بالآخرين دون تحمل عبء محاولة إدارة حياتهم.
• أن نساعد أصدقاءنا وأحبائنا الذين يميلون لتدمير أنفسهم على أن يستعيدوا صحتهم النفسية.
• أن نشعر بأهليتنا، ونفعنا عند مواجهة الألم، والحزن.
ومن المعلوم أن النساء تعاني ضغوطاً اجتماعية أكبر مما يعانيه الرجال كي يكن لطيفات
وأن معظم الناس يعتقدون أن الرجال لا يملكون المستوى نفسه من لطف النساء
ولكن سواء كنت رجلاً لطيفاً، أو امرأة لطيفة
فمن المحتمل أنّك تكرر الوقوع في هذه الأخطاء التسعة مما يلحق بك الضرر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اقتباسات من كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم
= “عندما لا تستطيع معرفة أفكارك أو الوثوق فيها، سيكون من الصعب عليك أن تعتبر نفسك شخصاً حقيقياً، و يؤدي هذا بدوره إلى تصعيب فصل ذاتك عن من تهتم بهم و عمن تسعى لإرضائهم حتى ولو كان هؤلاء الأشخاص يدمرون حياتهم و حياتك أيضاً”
= “في أثناء تطويرك لعملية البحث عن الاستحسان الذاتي بداخلك بدلاً من أن تبحث عنه لدى الآخرين، لن تسمح ﻷصدقاءك بأن يعرّفوا لك هويتك، أو ترى فشلهم على أنه فشلك أنت، أو تتحمل مسؤولية حياتهم.”
= “لا حرج في أن يكون الإنسان آدمياً ، و هذا يعني أن يفشل الإنسان أحياناً، ولذلك لست في حاجة إلى إدانة نفسك أو رفضها”
= “يصعب التفريق بين الشعور بالخجل و الذنب، لكن ما اتفق عليه معظم الخبراء هو:
عندما يتصرف الإنسان بطريقة خاطئة يشعر بالذنب، و عندما يستنتج إن الخطأ فيه هو، سيعاني من الخجل. أي ان الشعور بالذنب يدين الإنسان بسبب شيء يفعله، في حين أن الخجل يدينه بسبب شخصيته.”
= “إذا حاولت إرضاء الجميع فإنك تجعل نفسك أسيراً، و لكنك إذا حاولت أن تخدم مصالح الجميع بما فيهم نفسك، فإنك في الحقيقة تحرر نفسك”
= “في كل مرة نحاول أن نكون مثاليين و كاملين، تكمن وراء أي غاية نبيلة حاجتنا الشديدة لنكون مقبولين، و هذه الحاجة التي لا نعبر عنها، هي نفسها التي تدفعنا غالباً لتحمل ما لا نطيق من أعباء”
= “حسن النوايا لا يقينا من خطر الإجهاد، و أننا عندما نحمل أنفسنا ما لا نطيق، فإن الكثير من الآثار تحدث تحت السطح ولا نراها دون أن ندقق النظر”
= “عندما نتحمل من الالتزامات ما لا نطيق، نصبح غاضبين في أعماقنا، على الرغم من عدم تفكيرنا في هذا، وللأسف فإننا لا نوجّه غضبنا هذا فقط إلى من يطلبون منا أداء بعض الأشياء (على ما في هذا من ظلم لنا) و لكننا نوجهه أيضاً إلى أنفسنا لموافقتها على ما يطلبون ، والغضب الذي نحوله إلى داخلنا فإنه يؤدي لا مفر إلى الإكتئاب او ما يسمى حالياً ب"استنفاذ الطاقة”
= “عادةً، دون أن نشعر، يوقعنا لطفنا في مأزق:إذا قلنا لا لشخص ما يطلب بعضاً من وقتنا نشعر بالأنانية و الذنب، و إذا حاولنا أن نفعل كل ما يطلب منا فإن التعب يستنزف حيويتنا و فعاليتنا و استمتاعنا بالحياة بلا شفقة”
= “نحن بحاجة إلى أن نذكر أنفسنا أننا نستطيع أن نجاهد أنفسنا بالعمل في القضايا النبيلة والإنسانية على حد سواء”
= “عندما يتم ترشيحك لمهمة فمن الضروري أن تستوضح متطلبات هذه المهمة منك و أن توافق بناءاً على هذا الأساس، فإذا زادت هذه المتطلبات بعد ذلك فيمكنك دائماً أن تعيد التفاوض، أو تستقيل من أداء هذه المهمة”
= “بغض النظر عن طبيعة نواياك، فأنت لا تتحكم للأبد في غضبك أو تدمره عن طريق كبته (فهو الذي يتحكم فيك ويدمرك) و سواء كنت منتبهاً أم لا فسيأتي اليوم الذي ستتعلم فيه (بطريقة أو بأخرى) أنك ارتكبت خطأ فادحاً. و كشخص لطيف، فأنت تحتاج لطريقة تتعامل بها مع غضبك”
= “ليس من الخطأ أن تغضب، ولكن الخطأ أن نعتقد أن الغضب يعتبر خطأ، و بإستمرارنا في النظر إلى الغضب من خلال نظارة شخصيتنا اللطيفة المثقفة، سنخفق في الإدراك، و بشكل حتمي سنعد انفسنا للوقوع في أخطاء يقع فيها الأشخاص اللطفاء تجاه غضبهم”
= “الغضب ليس خطأ، الخطأ يكون خياراً سيئاً، ونحن لا نملك الإختيار في الشعور بالغضب، و ليس على أي شخص أن يعلمنا كيف نغضب، الغضب ينطلق بداخلنا بطريقة تلقائية، و بدون أخذ إذننا”
= “دع الآخرون يرون أنك غير كامل و ستجعلهم سعداء ، فإذا حاولت أن تكون كاملاً طوال الوقت فسوف ينصرف عنك من تحاول أن تؤثر فيهم”
= “إفعل شيئاً من أجل الناس بلا استحقاق منهم له و امتنع عن الحكم عليهم بما يستحقون و بذلك تثري نفسك. حبهم كما هم وطلباً لمنفعتهم، و حينئذٍ سيكون الشخص الذي يحصل على أكبر منفعة هو أنت”
= “نحن نحاول أن ننقذ من يهمونا، ﻷن هويتنا قد اختلطت و تفاعلت مع هويتهم، إنما ننقذهم بشكل ما لكي ننقذ أنفسنا، لذا فعندما نفشل في إنقاذهم نشعر بأننا فاشلون مثلهم، أي أن الإدمان المدمر لدى من نهتم بهم يتحكم فينا كما يتحكم فيهم.”
= “قد لا تكون بنفس القوة و الكفاءة التي كنت تتمناها لنفسك، و لكنك أيضاً لست بنفس الضعف و العجز الذي تعتقده في نفسك”
= “قلب الانسان قادر على خداعه إلى ما لا نهاية، فنحن لدينا القدرة على إغماض أعيننا حتى يستحيل رؤيتنا لما لا نستطيع مواجهته”
= “ربما تساعدك معرفة أن عدم الإنقاذ هذا يقدم منافع معينة لك و لمن تحبهم و تحاول إنقاذهم: إنك تتصرف في أثناء إنقاذك لهم كما لو كنت تملكهم و كما لو كانوا مشكلة خاصة بك يجب عليك حلها، و تملكك هذا لا يظهر فقط عدم الاحترام لهم، بل إنه يستهلكك أيضاً.”
= “يوجد فرق هام بين توجيه من ترأسهم نحو الصواب وبين التواصل معهم بطريقة تخرج أفضل ما لديهم. فمن الواضح أن العاملين يحتفظون بمعنويات أفضل، و يتواصلون بشكل أفضل، و يعملون بكفاءة أكبر، إذا لم يقم رؤساؤهم بتوجيه الأوامر لهم في كل حين.”
= “عندما يواجه من تهتم بهم مشاكل، أو يشعرون بالارتباك أو الضياع فإنهم في الأساس يحتاجون إلى تعبيرك عن الحب بدلاً من النصيحة، انهم محتاجون إلى التأكيد من أنك لن تحط من شأنهم، أو تنظر إليهم على أنهم أشياء يمكن التأثير عليها، إنهم يحتاجون تعاملهم كأقران لك. سوف تتمكن من الوفاء بهذه الحاجات، عندما تتوقف عن اسداء النصح، و انت بذلك أيضاً تمنع المخاطرة، والنفاق، و عدم الاحترام، و التحكم الذي يتضمنه النصح.”
= “غضبك موجود، و هو في حد ذاته ليس شيئاً جيداً أو سيئاً، فهو ليس بشيء تفتخر به أو تخجل منه، و هدفك هو التحكم في قوته بطريقة مفيدة حتى تكون صادقاً مع نفسك، و أن تجعل من أساؤا إليك يتوقفوا عن إسائتهم، فمهمتك إذاً ليست أن تكبته، ولا أن ندخل في حالة هياج تلقي فيها باللوم على الآخرين، و لكن لتتقبله، و لتعترف عند الضرورة بأي خوف من التعبير عنه، و من ثم تجعله واضحاً و وصفياً عندما تعبر عنه”
= “عندما تسأل الآخرين أن يعاملوك باحترام، فأنت تطلب منهم أفضل ما عندهم بدون إنكار لحريتهم، فأنت لا تقول لهم ما يجب أن يفعلوا، ولكن ما تريد منهم أن يفعلوه، و قد لا يعطوك ما تريد بالطبع، ولكن المهم بالنسبة لهم أن يعرفوا ما تريد منهم. العلاقات الصحيحة تتطلب منك أن تحترم الآخرين، وتتوقع من الآخرين أن يعاملونك بإحترام في المقابل”
= “العلاقات المسيئة تعتبر أسوأ من عدم وجود علاقات على الإطلاق، و في الحقيقة إذا استمروا في الإساءة إليك، فقد تضطر إذاً لقطع علاقتك بنفسك.”
= “فقط عندما يعرف الآخرون ما نخاف و ما نحتاج يصبحوا قادرين على تفهمنا و معرفة شخصياتنا الواقعية.
لست مضطراً لإخبارهم كل شئ عن نفسك.
حتى من هم قريبون منك ليسوا بحاجة لمعرفة كل التفاصيل الفظيعة من جانبك المظلم، أو كل الأوهام البشعة التي جالت في خاطرك أو أي شيء قمت به و أصابك بالخجل.
ففي كل الأوقات، هم يحتاجون فقط لمعرفة الأشياء التي تناسب علاقتك معهم و تختص بصورة حقيقية بهم في هذه اللحظة”
= “محاولة الإهتمام باهتماماتك علامة على النضج”
= “تتوسل مشاعرنا القوية لنا لنعبر عنها”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق