يُعد موضوع القيادة من المواضيع الهامة والمثيرة للجدل، فالقيادة مبنية على التأثير وهي إحدى وظائف الإدارة التي ترتبط مع بعضها البعض والتي من خلالها يتم إعداد الأفراد، وتقديم المساعدة لهم، وإرشادهم وتوجيههم، ودفعهم والاتصال معهم بشكل يومي ومستمر، وإثارة حماسهم للعمل لإنجاز أهداف المؤسسة، كما أن القيادة معنية بجميع المستويات الإدارية في المؤسسة (العليا والوسطى والدنيا)؛ أي في جميع الوحدات التنظيمية التابعة للمؤسسة (الغزو، 2010).
مفهوم القيادة
عرفها الحربي ( 2008: 17 ) بأنها "العنصر الإنساني الذي يربط أفراد الجماعة بعضهم مع بعض، ويحفزهم على تحقيق الأهداف المرجوة، فهي تعتبر عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في أي منظمة تعليمية، والتي بدورها تنعكس على فعاليتها".
في حين يرى العجمي (2008: 19) بأن "القيادة هي القدرة على التأثير في سلوك العاملين والتي تمكن القائد من توجيههم التوجيه الصحيح ليحققوا الأهداف المنشودة المتفق عليها في ظل علاقات انسانية جيدة بين القائد وتابعيه".
. ومن خلال العرض السابق لمفهوم القيادة يتضح أن عملية القيادة تشتمل على أربعة مكونات أو عناصر أساسية لخصها قنديل (8:2010) بالآتي:
1. أنت - القائد Leader.
2. التابعين (مرؤوسيك) Followers: وهم الذين سيساعدون في إنجاز الأعمال المطلوبة.
3. تفاعلات شخصية Interpersonal Interaction أو الوضع القيادي نفسه.
4. الهدف المراد تحقيقه Objective والعمل المطلوب إنجازه.
مبادئ القيادة
إن القيادة التربوية الحقيقة والفعالة ينبغي أن تتضمن مجموعة من المبادئ التي يتوقف عليها نجاح الدور القيادي التربوي للقائد لخصها عطوي (2001) بالآتي:
- إنها تعتمد على التفاعل الاجتماعي بين القائد والإتباع.
- إن المراكز الوظيفية لا تمنح أصحابها القيادة فليس كل من يشغل مركزًا رسميا قائدا.
- إن القيادة تنظيم للأدوار في أي مؤسسة، فالقائد يمارس دوره على نوابه، والنواب يمارسون دورهم على مرؤوسيهم وهكذا ...إلخ. ويقوم القائد بالتنسيق بين الأدوار المختلفة.
- إن معايير الجماعة ومبادئها هي التي تقرر من هو القائد، فالقائد في موقف ما يمكن أن يكون تابعا في موقف آخر.
- إن الشخص الذي يمارس دور القيادة يجب أن يكون معنيا بمشاعر وحاجات افراد جماعته الأنماط القيادية
تختلف الأنماط القيادية لدى القادة التربويين بصفة عامة ولدى مديري المدارس بصفة خاصة باختلاف مؤهلاتهم العلمية، واختلاف إعدادهم واتساع خبراتهم وخلفياتهم الثقافية ونظرتهم إلى القيادة، وتتعدد أنماطهم القيادية في تسيير العمل داخل مؤسساتهم، فكل مدير مدرسة يتبع النمط الذي يحدد أسلوبه في العمل وفي التعامل مع الآخرين اعتمادا على فلسفته الشخصية ومبادئه ومعتقداته، ويمكن لمدير المدرسة أن يتبع أكثر من نمط في عمله بناء على ما يتطلبه الموقف. وأشار عاشور (2014) إلى وجود ثلاثة أنماط للقيادة بحسب ما يميز كل منها، وهي: النمط الاتوقراطي، والنمط الديمقراطي، والنمط التسيبي أو الفوضوي؛
تتجلى أهم سمات القائد التربوي الناجح فيما يلي:
- الذكاء : إن القائد الناجح هو الذي يملك عقلا متفتحا وبصيرة ثاقبة وقدرة على مسايرة التطورات وتعلم الجديد.
- المبادأة والابتكار: إن القائد الناجح هو الذي يبادر في مواجهة مختلف المواقف ويحسن التصرف، ويتخذ القرارات الملائمة ويستنبط الحلول، ويجد الوسائل الكفيلة لحل مشكلات الجماعات التي يشرف عليها أو المشكلات المختلفة التي تظهر في الوسط الذي ينتمي اليه.
- الإقدام والثقة بالنفس: إن المنظمة أو المؤسسة تحتاج إلى قائد شجاع غير متذبذب كله ثقة وحزم لكي يستطيع أن يتخذ القرارات ويواجه الطوارئ وبالتالي تلتف جماعته حوله وتقوى ثقتها به.
- النضج الانفعالي :إن القائد الأصلح لقيادة المؤسسة هو ذلك الشخص الذي يملك القدرة على مواجهة المواقف والتعامل مع الآخرين بثبات واستقرار وضبط النفس حيث يكظم انفعالاته ولا يترك مكانا للتردد والتحيز مما يجسد المناخ التربوي الملائم ونوعا من التوافق النفسي والاجتماعي للجماعات المقصودة.
- التعاون والتفاعل الاجتماعي: إن القائد الذي تحتاج إليه المنظمة الحديثة هو ذلك القائد الذي يملك القدرة على الإيحاء للآخرين ويشحذ هممهم ويوحد جهودهم ويعزز روح التعاون بينهم ويوجه نشاطاتهم لخدمة أهداف المنظمة.
- القدرة على الإقناع: يجب على القائد التربوي أن يملك القدرة على إقناع أفراد جماعته من حيث المواقف التي يتخذها والقرارات التي يصدها ويسعى جاهداً إلى كسب ثقتهم وتأييدهم ولا شك أن حماس القائد وفهمه للآخرين هو أساسه ذلك.
- قدرة التعبير: ويعني ذلك الطلاقة اللفظية وحسن اختيار الكلمات من قبل القائد تجعله تحرير رسائله بوضوح كما تجعل الاتصال بينه وبين أفراد جماعته فعالا وسهلا حيث يتم التفاهم والتفاعل والتواصل بعيد عن أي تعقيد أو غموض.
- الصبر والمثابرة والطموح : إن العمل التربوي أو المؤسسي يتطلبان قائد مثابر يطمح إلى الأفضل ،طويل النفس لا يتردد ولا يتراجع مهما كانت صعوبة الموقف ويسعى إلى إدارة المؤسسة بحنكة وعزم وبأساليب متجددة حتى يصل إلى تحقيق مبتغاة المتمثل في تحقيق الأهداف.
- تحمل المسؤولية :على القائد التربوي أن يعي واجباته ويفهم دوره الحقيقي والمسؤولية الملقاة على عاتقه لأن القيادة التربوية الناجحة ليست وظيفة أو جاها بل هي مسؤولية وأمانة لذا وجب عليه تحملها والتفاني في خدمتها والإخلاص فيها.
- القدرة على الادراك والتحليل: على القائد التربوي أن يكون ثاقب البصر دقيق الملاحظة، مدركا لجميع التفاصيل حيث يحلل المشكلة إلى عناصرها الأساسية ويبث فيها بهدوء وتأني ووعي، حيث يتعامل بهذا الأسلوب مع كل القضايا المطروحة في مؤسسته ليكون بالفعل جديرا وأهلا للقيادة التربوية.
- القدرة على إدارة العلاقات : ونعني بذلك في يشجع القائد كل أنواع التفاعل بين افراد المؤسسة وينمي فيهم العلاقات البناءة والمثمرة والتواصل الفعال وذلك في جو يسوده الاحترام والثقة والتفاهم، مما يزيد في تماسك أفراد الجماعة والتفافهم حول قائدهم وبالتالي توحيد كل الطاقات والجهود الجميع وتوجيهها نحو خدمة الأهداف السامية للمنظمة أو المؤسسة.
- القدرة على التعليم والتدريب: يعتبر القائد التربوي معلم ومدربا فالمدير يملك مهارات وخبرات بإمكانه أن ينقلها إلى الآخرين لتحسين سلوكياتهم المتعلقة بالأداء في العمل وذلك عن طريق التعليم والتدريب.
المصادر والمراجع
الحربي، قاسم. (2008). القيادة التربوية الحديثة. عمان: الجنادرية للنشر والتوزيع.
حسان، حسن والعجمي، محمد. (2010). الإدارة التربوية، (ط.2)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
عاشور، محمد .(2014) .القيادة، عمان: دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع.
العجمي، محمد.(2008). القيادة التربوية الإشراف التربوي الفعال والإدارة الحافزية. الإسكندرية: دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع.
العجمي, محمد. (2000). الإدارة المدرسية. القاهرة: دار الفكر العربي.
عطوي, جودت. (2001). الإدارة التعليمية والإشراف التربوي. عمان: الدار العلمية الدولية ودار الثقافة.
الغزو، فاتن.(2010). القيادة والاشراف الاداري عمان: دار اسامه للنشر والتوزيع.
9-6-2016 من المصدر http://download-internet-pdf-ebooks.com/14301-free-book
قنديل، علاء. (2010). القيادة الإدارة وإدارة الابتكار. عمان: دار الفكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق