«الموهبة وحدها لا تكفي» عنوان كتاب الأمريكي جون ماكسويل الذي سلط الضوء فيه على العوامل المساعدة لنجاح الشخصية الموهوبة، وقال لماذا لا نسمع دائماً عن كثير من الموهوبين الذين لا يحققون نجاحاً كبيراً في حياتهم؟ وتدعيماً لوجهة نظره الخاصة؛ حدد «ماكسويل» في كتابه ثلاث عشرة نصيحة حاسمة يمكن من خلالها البدء في تنمية قدراتك؛ لتصبح مواهبك أكثر متانة، حيث يعتمد على إعجابه الشديد بالمواهب الكبيرة في الرياضة والعمل والقيادة والعلاقات الإنسانية؛ ليوضح الفارق بين الموهوبين والناجحين، ويضع خارطة لطريق الراغبين في الاستفادة من الحد الأقصى لقدراتهم. ويوضح الكاتب العائق الأساس الذي يقف في طريق النجاح؛ وهو عدم ثقة الفرد في قدراته، وأن ما ينقصه في هذه الحالة لا يقتصر على الموهبة فحسب، وإنما يمتد إلى تدعيم جذور الثقة بالنفس. كل هذا لا يكفي إلا بوجود الإيمان لتحقيق النجاح والسعي له.
يُعتبر كتاب "الموهبة وحدها لا تكفي أبداً" من أشهر الكتب التي ألفها "جون سي ماكسويل" الذي حصل على لقب خبير القيادة الأول في العالم، حيثُ تحدث ماكسويل من خلال هذا الكتاب عن بعض الأفكار المهمة التي تساعدُ على تنمية موهبة الإنسان وثقلها، لاستخدامها في تطوير شخصيتهِ وتطوير المجتمع الذي يعيش فيه، ومن خلال السطور التاليّة سنتطلع على أهم النقاط التي ذكرها الكتاب.
1- الثقة
2- الشغف
3- المُبادرة
4- التركيز
5- الاستعداد
6- التدريب
7- المُثابرة
8- الشجاعة
9- قابلية التعلّم
10- الشخصيّة
11- العلاقات
12- المسؤوليّة
13- العمل الجماعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الثقة:
يقول غاندي بأنّ الفرق بين ما نفعلهُ وبين ما يُمكن أن نفعله يكفي لحل مشاكل العالم، ويُمكن تطبيق ذلك على الحياة الشخصيّة، وذلك لأنّ الإنسان الذي يضع حداً لما سوف يفعله يضع حدّاً لما يُمكنُ فعله، لهذا فإنّ ثقتك برسالتك ستمنحك القوة للاستمرار بالعطاء والعمل.
2- الشغف:
تحدث الكاتب عن أهميّة الشغف في الحياة واعتبره الخطوة الأساسيّة نحو الإنجاز والنجاح، فبالشغف وحده يستطيع الإنسان أن يزيد من قوتهِ ومن طاقته ليتحول من إنسانٍ عادي إلى إنسانٍ متميز وناجح، كما وشجّع الكاتب الإنسان في الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يحاولون إطفاء شغفه.
3- المُبادرة:
يؤكد الكاتب على أهميّة المبادرة في الحياة، وبأنّ الإنسان الذي يُفكّر كثيراً قبل الإقدام على أي خطوة إلى الأمام، سيبقى واقفاً على ساق واحدة إلى أن تنتهي عليهِ الحياة دون أن يُحرز أي تقدّم أو نجاح، وبأنّ الموهبة بدون مباردة، مثل الفراشة التي لم تدخل شرنقتها، فهي لن تتحول أبداً وستظلُ أسيرة الزحف بالرغم من امتلاكها لقدرة الطيران.
4- التركيز:
إنّ الموهبة بلا تركيز كالأخبطوط التي يرتدي حذاءاً بعجلات، حيث تكون حركتهُ كثيرة بكل اتجاه، دون أن يُثمر أي عمل جيد أو نتيجة إيجابيّة، فبالتركيز وحدهُ يُمكنك أن تكتشف الطاقات الكامنة في عقلك، والتي لم تستخدمها بعد في حياتك.
5- الاستعداد:
يلعب الاستعداد الجيد لأي عملٍ ما دوراً مهماً في تخفيف الضغوط، وتصحيح مختلف الأمور التي يُفكر فيها الإنسان وإعادة النظر فيها، لإظهار الأمور الصحيحة من الخاطئة، فالاستعداد الجيد يضع موهبتك في المكان الملائم لها.
6- التدريب:
يلعب التدريب دوراً مهماً في شحذ موهبتكَ وثقلها، فلا تستطيع أن تحقق نجاحاً باهراً من خلال فعل الأمور المطلوبة منك فقط، وإنما بفعل الأمور التي تتطلب منك جهوداً أكبر من قدراتك، ولكي تُنمي موهبتك عليك أن تعمل على تغيير ذاتكَ بدلاً من التفكير فقط.
7- المُثابرة:
يؤكد الكاتب بأنّ الفرق بين الناجح والفاشل ليس في الافتقار للقوة أو للمعرفة، وإنما الافتقار للتصميم والمثابرة، فبالمثابرة وحدها تستطيع أن تحافظ على موهبتك، وذلك لأنّ الحياة هي عبارة عن عدد من السباقات القصيرة والمتتابعة، والنجاح هو عبارة عن سلسلة من الانتصارات اليوميّة الصغيرة.
8- الشجاعة:
بالشجاعة وحدها تستطيع أن تمتحن موهبتك حيث أن العالم يخسر الكثير من المواهب لافتقارهِ للقليل من الشجاهة، والشجاعة بالعموم ليست فضيلةً من الفضائل، بل هي جوهر كل فضيلة.
9- قابلية التعلّم:
يُساهم التعلّم في زيادة موهبة الإنسان وتقدّمها، لهذا فإنّ الإنسان يُعيق تطوره اليومي عندما يقبل بواقعهِ وعندما يرفض تعلّم الأشياء الجديدة، والإنسان الناجح هو الإنسان الذي يرى بأنّ مازال هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يتعلمها في المجال الذي يعمل فيه.
10- الشخصيّة:
تساعد الشخصيّة القويّة على دعم الموهبة للحفاظ عليها ودفعها نحو التمييز والتألق، ولتصبح صاحب شخصيّة مميزة، عليك أن تراعي مجموعةً من العناصر كالانضباط الذاتي، القيم الأساسيّة، الهويّة، والاستقامة.
11- العلاقات:
تؤثر العلاقات على الموهبة بشكلٍ سلبي أم بشكلٍ إيجابي، لهذا عليك أن تُعيد تقييم علاقتك، كأن تبتعد عن مخالطة من يغتاب، ومن يشكو، ومن ينتقد، ومن يتباكى، ومن يحسد، وأن تختلط بالشخص الذي يشاركك أفراحك، والذي يمنحك الأمل، الفرح، والابتسامة.
12- المسؤوليّة:
تعتبر المسؤوليّة الصفة الأساسيّة من صفات النجاح، وذلك لأنّ الإنسان الناجح لديهِ قدرةً كبيرة على تحمّل كامل المسؤوليّة عن كل الأعمال الي يقوم بها، وإنّ تحملك للمسؤوليّة هي الطريق الوحيد الذي سيجعل الآخرين يثقون بموهبتك وقدراتك.
13- العمل الجماعي:
يؤكد الكاتب بأنّ الموهبة وحدها لا تكفي، وبأنّك تحتاج إلى الاعتماد على الآخرين وعلى فريق عمل منظم لتنجح في الوصول إلى موهبتكَ لأعلى درجات النجاح، وذلك لأنّ العمل الجماعي يُضاعف من موهبتكَ ويُقويها.
هذه هي الأفكار الرئيسيّة التي قام جون سي ماكسويل بطرحها عبر كتابه الموهبة وحدها لا تكفي أبداً، هذا الكتاب الذي يُعتبرُ من أروع الكتب التي طُرحت في عالم التنمية البشريّة.
قد نتوقف لوهلة عن تصديق ما يقال لنا حول ما يجب أن نكون، وكيف يجب أن نتجه نحو هذا الطريق لأن فيه فهماً أفضل لذواتنا، وأن ذلك المسار هو الأمثل لتحقيق النجاح في حياتنا!
لكن لا يمكن أن نُوقِف أنفسنا عن مطالبتها الدائمة بأن نكون اِستثنائيين، سواء كان ذلك بشكل فردي أو من خلال إنسجامنا مع منظومة تجعلنا قادرين على الظهور بكيان ثابت ناجح غير مرتبك في سبيل تحقيق هذه الاستثنائية.
يتحدث ماكسويل بعد خبرةٍ طويلة في التنمية الذاتية للنفس البشرية في كتابه "الموهبة وحدها لا تكفي أبداً" Talent is Never Enough حول الموهبة فـ مهما بلغت قوتها وعظمتها في دعم حياتك إلا أنها ليست كافية لتحقيق ذلك الهدف وإظهار أنفسنا بالشكل الاستثنائي الذي نريده دون العمل على العديد من المهارات الأخرى والتي يشملها الكاتب في ثلاثة عشر مهارة يتعرض لكل واحدة منها بشكل مفصل خلال الكتاب كالثقة والشغف والتركيز وكيف يمكن تطويعهم في دعم موهبتك نحو الطريق المقصود.
الكتاب غنيّ جداً حيث يترك لك ماكسويل قدراً وافياً من القصص الحقيقية والتجارب لأشخاص عدّة نجحوا بالعمل الجاد دون موهبة وقد وصل بهم الأمر لأن يكونوا اِستثانئيين ويصنعوا الفارق في تاريخ البشرية، كما أنه هناك جانب تطبيقي في الفصل الأخير قادر على جعلك تفكر وتنقل هذه المسؤولية لنفسك لأي مدى يجب أن تعمل وتجتهد لمحو شعور العادية الذي من الممكن أن يستوطن النفس من وقتٍ إلى آخر.
أكملتُ قراءة هذا الكتاب وفكرة تَأخذني وأخرى تُعيديني حول قناعات كانت شبه ثابتة في أن الموهوبون لهم الحصة الأكبر والأسرع في هذا العالم من النجاح والثراء والتحكم بمقاييس حياتهم وتوجيهها حسبها يرودون لتحقيق النتائج المبهرة.
ثم تغيرت هذه القناعات وجعلتني أؤمن بضرورة تحرك الجميع للعمل وأننا في مرحلة ما نستطيع أن نفعل الكثير فقط بالعمل الجاد والتركيز ووضع أهداف محددة وواضحة لحياتنا، فكل إنسان قادر على التعبير هو بالفعل يمتلك موهبة.
لكن لا يمكننا إنكار وجود أمثلة واقعية ضمن العالم نجحت بفضل الموهبة بدرجة أولى وبشكلٍ سريع في عدة مجالات.
لذا بقي السؤال الأهم والذي بقي برفقتي طوال قراءتي للكتاب وهو أحقاً الموهبة تغني صاحبها عن العمل الجاد والدؤوب؟ أم أن العمل الجاد هو من يصنع الموهبة والتي يمكن أن تخرج من خلال التجارب والخبرات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق